أيام الشعلة للطفل تدعو لحماية الطفولة من مختلف أشكال العنف
قالت جمعية الشعلة أنها تنخرط بحكم هويتها واشتغالها واهتمامها بالطفولة المغربية في حملة وطنية من أجل التحسيس والحوار والتداول في حماية الطفولة المغربية من مختلف أشكال العنف.
وحسب بيان للشعلة فإن انخراطها بوعي ومسؤولية في كيفية حماية الطفولة، أصبحت اليوم من أولويات عملها، أمام تعدد أشكال العنف الممارس على الأطفال وأمام التطورات الخطيرة التي أصبحنا نعيشها في مجتمعنا حول تعرض الأطفال لمختلف أشكال العنف.
وزادت أن السؤال المقلق الذي يجعلنا نتساءل كيف وصلنا في بلادنا إلى هذا المستوى من العنف اللفظي والجسدي والنفسي إلى درجة الاغتصاب والقتل ؟ مما يطرح قلق السؤال على التحولات التي تعرفها الأسرة المغربية وعلى القيم التي أصبحت تتحكم فيها، وعلى روح المسؤولية المتذبذبة لدى بعض أولياء الأمور، مما أصبح له انعكاس يومي في مختلف وسائل الإعلام الوطنية و وسائل التواصل الاجتماعي.وحسب ذات البيان فإن اشتغال الشعلة بشكل خاص مع فئة الأطفال واليافعين ما بين 07 و17 سنة والذين بلغوا اليوم حوالي 7,5 مليون ما بين العالم القروي والحضري جزء منهم للأسف خارج المدرسة بحيث يشتغل منهم حوالي 200 ألف طفلة وطفل، مما يؤثر مستقبلا على طبيعة التماسك الاجتماعي وعلى النمو الطبيعي لمواطني الغد وعلى المساهمة الاجتماعية والاقتصادية التي يمكنها أن ترسخ مجتمع الكرامة والحقوق والمواساة والتنمية.
ولذلك نعتبر أن هذه الأرقام المقلقة تجعلنا في أيام الشعلة للطفل نجدها مناسبة للانخراط من خلال شبكة الجمعية وفروعها وجهاتها في حوار محلي و وطني حول صيغ التعبئة الاجتماعية والجماعية من أجل الدفاع عن حقوق الأطفال وتطوير آليات حمايتهم خاصة ما يتعرضون له من آثار نفسية كبيرة على توازنهم وثقتهم في الأسرة ونجاحهم في حياتهم المدرسية واندماجهم في المجتمع.
وأضاف البيان أن العقاب بالضرب كمفهوم خاطئ للتربية إلى جانب العنف اللفظي وخاصة في فضاءات المدرسة المغربية ومحدودية معالجة مظاهر العنف والاهتمام به في الكتاب المدرسي، وأشكال العنف في الشارع العام بلغ درجة تتطلب منا كمجتمع كل من موقع مسؤوليته الانخراط في هذه التعبئة لحماية الأطفال من الآثار الخطيرة على مستقبلهم وتوازنهم.
إن هذه الأنواع من العنف تدفع الطفل واليافع إلى البحث عن أشكال المقاومة وتسهل في نفس الوقت نفوره من الأسرة إلى الشارع مع كل ما يتعرض له أطفال الشوارع من قهر واستغلال جنسي، كما تدفع اليافع ليكون سهلا للتوظيف والاستقطاب من أصحاب المخدرات وغيرها من الشبكات الإجرامية.
وحسب ذات المصدر فإن الأخطر اليوم هو أن الآثار المترتبة عن هذه الوضعية من أشكال العنف والقهر والكبت الجنسي في المدرسة والأسرة والحمولة الثقافية لبعضها، أصبحت اليوم تفضح المسكوت عنه الذي تحول إلى ظاهرة قوية في السنتين الأخيرتين من العنف على الأطفال من الأقرباء أو المحيط أو غيرهما بلغت حوالي 3000 حالة استغلال جنسي وهتك أعراضهم.
إلى ذلك اعتبرت الجمعية أن مختلف هذه الظواهر تدعو لتفكير جماعي بصوت نقدي بناء ومسؤول مع كل المنظمات المعنية بحقوق الطفل والعمل التربوي لإعادة قراءة مدى فعالية السياسات العمومية المندمجة لحماية الطفولة بالمغرب وللتفكير في إعمال آليات قانونية وتربوية وإعلامية وجمعوية للتكامل والتعاون من أجل حماية الطفولة من مختلف أشكال العنف ضدهم.
كما أن هذه اللحظة تجعلنا كذلك نثير مسؤولية الإعلام خاصة المرئي ( القنوات التلفزية ) في عدم تحملها مسؤولية تربوية للمساهمة في تكوين وتحسيس العائلات بالمقاربات البيداغوجية في مجال التربية النفسية والجنسية ودفئ الأسرة لجعل الطفل في مستوى اليقظة لحماية نفسه بمعية أسرته، وجعل الطفل مواطن الغد في مستوى مواطنته ومشاركته في مستقبل حياته.
وطبيعي والشعلة تستحضر اليوم قضايا العنف نسجل أن ظروف جائحة كوفيد 19 عمقت من الحاجيات النفسية والتربوية للطفولة وساهمت في إبراز أشكال جديدة للعنف واستغلال الطفولة.
لذلك تعتبر الشعلة هذه الأيام الدراسية طيلة شهر من الزمن أفقا للعمل المشترك من أجل المساهمة الاجتماعية في حماية الطفولة من مختلف أشكال العنف بمشاركة مختلف المؤسسات المعنية والباحثين والمثقفين.