الجامعة الصيفية للشباب : الشباب والسؤال الثقافي بمغرب اليوم
ورقة تأطيرية للجامعات الصيفية لليافعين والشباب
”الشباب والسؤال الثقافي بمغرب اليوم”
شكلت لحظة المؤتمر الوطني العاشر مناسبة للتداول في العديد من القضايا التي تهم مجالات تدخل الجمعية، أبرزها محور اليافعين والشباب ومجال العمل الثقافي الذي شكل أحد أبرز أسس هوية الجمعية.
أكدت مجمل التوصيات الصادرة في هذا الباب على الترافع من أجل تمكين الشباب عبر تنظيماته من آليات المشاركة الديمقراطية، وتقدير وإبراز إسهاماته في وضع سياسة عمومية للشباب، تليق وتتجاوب مع حاجاته وانتظاراته، وإعداد برامج وأنشطة لتعبئته، من أجل تدعيم مطلب تحقيق حكامة جيدة في تدبير مرافق ومؤسسات الشباب وحق استفادته من جودة الخدمات العمومية في مجال التعليم والتكوين والتغطية الصحية والتشغيل والثقافة والترفيه…
من هنا تمت الدعوة بعد تقييم مختلف المبادرات المنجزة إلى ضرورة تطوير الجامعات الشبابية وربطها بالأسئلة الراهنة للمجتمع المغربي بصفة عامة وبقضايا واهتمامات الشباب بصفة خاصة، عبر تنمية روح الإبداع والقراءة والبحث لدى الشباب، من خلال تنظيم منتديات ولقاءات تسمح للشباب بمتابعة مستجدات المشهد الثقافي داخليا وخارجيا، بهدف تقوية تعبئته للانخراط في العمل التطوعي التربوي، من خلال برامج تحسيسية وتكوينية لضمان استمرار مساهمة الشباب في تدعيم الخدمة التطوعية التربوية والثقافية ببلادنا، يتوج ذلك بإعداد تقرير سنوي لرصد وضعية مؤسسات الشباب في السياسات العمومية وقياس أثرها في تمكينه من المشاركة و الخدمات العمومية.
ضمن هذه السياقات ننظم اليوم الجامعة الصيفية لليافعين / الراشدين لفائدة المستفيدين المتراوحة أعمارهم ما بين 15 و17 سنة، والجامعة الصيفية للشباب لفائدة المستفيدين المتراوحة أعمارهم ما بين 18 و21 سنة، خلال الفترة الممتدة ما بين 22 غشت و02 شتنبر 2013 بمخيم الصويرية تحت شعار :
”الشباب والسؤال الثقافي بمغرب اليوم”.
تنظم الجامعة الصيفية الأولى اعتبارا لأهمية فئة اليافعين في هرم ونسيج الجمعية، وانطلاقا من كونها تشكل مرحلة النضج والانتقال إلى مرحلة الشباب. وتنظم الجامعة الصيفية الثانية لفائدة الشباب، قياسا للأهمية التي تكتسيها هذه الفئة، كلبنة للبناء والاستمرارية داخل الجمعية والمجتمع، ورهان للتقدم والاستقرار المجتمعيين، واستمرارا كذلك للتجارب السابقة التي راكمتها الجمعية في هذا الباب.
تهدف هذه الجامعات إلى تمكين اليافعين والشباب من آليات الحوار والتعبير عن أسئلتهم ذات الطابع الثقافي والفكري، وتنمية إمكاناتهم في مجالات القراءة والانفتاح على مختلف أشكال التعبير الفنية والأدبية، لتقوية دور اليافعين والشباب في تجسيد المشروع الثقافي والتربوي للجمعية، باعتبارهم مورد بشري مستقبلي للجمعية .
فالحاجة اليوم ملحة لرد الاعتبار للسؤال الثقافي داخل الجمعية وبالضبط في علاقته بهذه الفئات التي تعتبر العمود الفقري للشعلة وضمان استمراريتها. لذلك ستشكل هذه الجامعات من خلال الفقرات المتنوعة للبرنامج العام لكل جامعة: – لقاءات مفتوحة مع فعاليات مدنية وحقوقية وفكرية وثقافية حول السؤال الثقافي ومختلف القضايا السياسية والثقافية والاجتماعية التي تهم اليافعين والشباب، ورشات فكرية وأدبية تهم المواطنة ،حقوق الإنسان والقراءة، إضافة إلى قراءة خلاصات الدراسات الميدانية التي أنتجتها الشعلة ضمن مشاريعها الوطنية الموجهة لفائدة للشباب والنساء، وتنظيم مختلف الأنشطة الترفيهية التربوية والثقافية والمحترفات الإبداعية… والتداول في خلاصات الحوار الوطني مع المجتمع المدني…- ، مناسبة هامة تمكن اليافعين والشباب من مقاربة السؤال الثقافي وإبراز إبداعاتهم ومواهبهم لتنمية إمكاناتهم في مجالات القراءة والانفتاح على أشكال التعبير الفنية والأدبية…، لتشكل بذلك منطلقا لتجربة جديدة سيتم عبرها إرساء هذا التقليد الثقافي الشبابي صيف كل سنة ويؤسس لتجارب أخرى على مدار السنة.
الغاية إذا من تنظيم هذه الجامعات واضحة وجلية: مقاربة السؤال الثقافي بمغرب اليوم في علاقته بفئة اليافعين والشباب والمساهمة في إعادة البناء التنظيمي للجمعية وفق رؤية جديدة تأهل هذه الفئات وتمكن من إدماجها في بنية الجمعية وفق السياقات الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية…
من هنا تبز أهمية التأطير والمواكبة داخل هذه الجامعات. فاختيار نخبة من الأطر التربوية التي تتوفر عليها الجمعية، عملية تحكمت فيها أساسا الأهداف المنتظرة من هذه المحطات وطبيعتها وطبيعة برامجها.
المكتب الوطني