مخيمات صيفية

المخيم فضاء للتربية على قيم التسامح

انسجاما وأهداف الجمعية التي تسعى من خلالها إلى ترسيخ مبادئ وقيم الديمقراطية والمواطنة وحقوق الإنسان وقواعد الحكامة والشفافية، وانطلاقا من التحولات العميقة التي شهدتها الساحة الدولية والإقليمية وتأثيراتها السلبية على المستوى المحلي، من تنامي العنف، وبروز تيارات أحادية التفكير تعمل على مصادرة الحقوق خلافا لما تنص عليه العهود والمواثيق الدولية التي صادق عليها المغرب ، وكذلك ما شهدته مؤسسات التنشئة الاجتماعية المغربية، وفي مقدمتها الأسرة والمدرسة من تحولات تجعل الحاجة ملحة لإسهام الشعلة كجزء من مكونات المجتمع المدني، وباقي القوى الديمقراطية والحداثية، التي تنشد مجتمع الديمقراطية، والمساواة والعدالة والحرية …من أجل إرساء قواعد تضمن للمغرب والمغاربة ترسيخ قيم التعايش والتضامن والتسامح داخل النسيج المجتمعي. وضمن هذا السياق تطرح الشعلة كشعار لمخيمات صيف 2015:

“المخيم فضاء للتربية على قيم التسامح ”

وهي بذلك تعتبر وتؤكد على أن المخيم كفضاء مساهم في التنشئة الاجتماعية، انطلاقا من الحيز الزمني الذي يقضيه الطفل داخله مقارنة مع الحيز الزمني الذي يقضيه بالمدرسة طيلة موسم دراسي. واعتبارا لأهمية هذا النشاط التربوي والترفيهي في تدعيم بناء شخصية الأطفال المستفيدة منه. نجد مكانة الطفل ضمن خريطة السياسات العمومية لم تتجاوب مع الإنتظارات الضرورية في الاعتناء بالطفولة وفضاءاتها التربوية والثقافية والترفيهية، وفي ضمان جودة التكوين الموازي لمتطلبات العصر. وارتباطا بذلك فوزارة الشباب والرياضة الراعي والمشرف على برنامج ” عطلة للجميع” بشراكة مع الجمعيات التربوية، لم تعمل على وضع سياسة عمومية في إطار استراتيجية وطنية تتجاوب مع الانتظارت الكمية والنوعية لطفولة الألفية الثالثة، فلا يعقل في مغرب اليوم أن توجد فضاءات للتخييم بدون مسابح وحمامات وملاعب رياضية ومرافق صحية تحترم أدمية الطفل، وقاعات للورشات، ومسارح الهواء الطلق، وتجهيزات للتنشيط التربوي والترفيهي وتغطية صحية ضروية …إضافة إلى ضعف التوازن في التغطية المجالية لفضاءات التخييم ببلادنا .

و بالرغم من كل هذه النقائص واعتبارا لكون المخيم بالنسبة للشعلة قضية من بين القضايا الاستراتيجية في تدعيم حق الطفل في العطلة، فإن الجمعية مازالت متشبثة في دفاعها عن هذا الحق المكتسب. لكن في نفس الآن تطالب بتوسيع وتجويد العرض التربوي لهذا القطاع بما يتلاءم مع جاجيات وانتظارت الأطفال وخصوصا الفئات المعوزة والهشة.

وفي هذا الإطار فالجمعية تبدل مجهودا محترما في التكوين وتأهيل العنصر البشري وتوفير التجهيزات الضرورية للتغذية والتنشيط التربوي، بالرغم من قلة الإمكانيات المادية والتأثير السلبي لبعض الفضاءات التي لا تساعد على تحقيق الأهداف والأنشطة المسطرة في مشاريعنا البيذاغوجية، كما سجلنا في العشرية الماضية تسجيل ممارسات دخيلة عن العملية التربوية التخييمية تمارسها بعض الجمعيات الدخيلة على القطاع لأغراض وحسابات انتخابية أو ربحية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى