ندوة ” الشباب والمشاركة السياسية”
ضمن فعاليات البرنامج الثقافي للمعرض الدولي للكتاب والنشر المنظم في الفترة مابين 8/17 فبراير 2008، وفي إطار سلسلة اللقاءات الحوارية لمشروع “من اجل شبيبة مغربية مواطنة” ، المنظم بشراكة مع مندوبية الاتحاد الأوربي بالرباط، تم تنظيم ندوة ثقافية في محور ” الشباب والمشاركة السياسية” أطرها الأساتذة : محمد جغلالي – ندير المومني – مصطفى إذ ميلود، وتسيير عبد الحميد لبيلتة الكاتب العام للجمعية.
في بداية هذا اللقاء، الذي عرف حضورا مكثفا للشباب ولعدة باحثين وفعاليات جمعوية وثقافية، استعرض المسير اهتمام الشعلة بقضايا الشباب في ارتباط مع مواضيع التربية على المواطنة وحقوق الإنسان والمشاركة… وضمن برامجها ومشاريعها لفائدة الشباب، عملت الشعلة على اعتماد استراتيجية في التدخل لفائدة الشباب على المستوى الوطني والجهوي والمحلي، تمثلت في انجاز تكاوين، وندوات، واستطلاعات، وجامعات ، وإصدارات… لينتقل إلى التذكير بأهمية مشروع ” من أجل شبيبة مواطنة” والتي تندرج هذه الندوة في إطاره تفعيلا لخلاصات البحث الاستطلاعي حول “الشباب والمشاركة في الشأن العام”
افتتحت مداخلات الأساتذة المؤطرين لهذا اللقاء بمداخلة الأستاذ محمد جغلالي الذي انطلق من فرضية أن ما يسمى بعزوف الشباب عن المشاركة السياسية هي فرضية خاطئة لأنها لا تستند على دراسات علمية، ولتوضيح خطا هذه الفرضية وضح أن الشباب القروي أكثر انخراطا والتزاما بالسياسة من الشباب المديني أو المتواجد في المدن الكبرى، بفعل احتكاك الجزء المتعلم منه بالنقاشات السياسية بالمراكز الجامعية، الشيء الذي يتيح له قدرة كبيرة على التعبئة والاحتجاج بحيث أن أغلب الاحتجاجات المتنامية على الصعيد الوطني تشهدها المناطق القروية والمدن الشبه قروية. هذا الصعود في الوعي بمشاركة الشباب في السياسة يقابله ضعفا في المخاطبين السياسيين مع الشباب.
أما مداخلة الأستاذ ندير المومني فقد ارتكزت على مزاولة الشباب للعمل السياسي الاحترافي من خلال الحديث عن العرض الحزبي( الانتدابات الانتخابية) فمسالة العضوية في العمل السياسي تتحدد في الولوج أو الانتدابات الانتخابية . كما ذكر في نفس السياق بأثر قانون الأحزاب الجديد الذي دفع الأحزاب إلى ملائمة قوانينها الأساسية وأنظمتها معه، غير أن المادة 22 التي تحدد نسبة لمشاركة الشباب في أجهزة الأحزاب تم التحايل عليها من طرف بعض الهيئات السياسية في قوانينها الداخلية.
وفي إطار موقع الشباب في التأثير على الاستحقاق الانتخابية، لاحظ الأستاذ ندير المومني أن الشباب يلعب دورا في تقسيم العمل الحزبي، وذلك بناء على العلاقات التي تشد الشباب أثناء الحملات الانتخابية ، إضافة إلى توزع انتظاراته علي البرامج الحزبية. وفيما يخص طموحات الشباب في ارتباط بالعمل السياسي فحسب بحث استطلاعي لمندوبية التخطيط فإن أغلبية المستطلعين تطمح لتصبح أطرا عليا وليس فاعلا سياسيا. وفي استطلاع لوزارة الداخلية بعد استحقاق 7 شتنبر 2007 فإن برامج الأحزاب السياسية غير مناسبة لطموحات الشباب .
أما مقاربة الأستاذ مصطفى إذ ميلود فقد انطلقت من بعض الدراسات حول الشباب والعمل السياسي، كدراسة لجمعية الشعلة، والمنتدى المدني، وجمعية العلوم السياسية والسوسيولوجية. كما حدد موضوع الشباب العمل السياسي من خلال مصوغين : المصوغ الأول يتجلى في الحديث عن الموضوع( 18-35 سنة)، المصوغ الثاني يتجه إلى القيادة الحزبية بحيث 70% لاتنتمي للمصوغ الأول.
ورصدا لانتظارات الشباب في سياقها التاريخي ركز الأستاذ إذ ميلود على أربع سياقات تاريخية : مطالب الشعب المغربي 1934 هذه المطالب كانت من صياغة شباب الحركة الوطنية – التوقيع على وثيقة الاستقلال بحيث أن أغلب الموقعين على هذه الوثيقة هم من الشباب – تأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية الذي كان للشباب دورا رياديا في قيادة هذا التأسيس- تأسيس اليسار الماركسي بالمغرب كان نتيجة لانتفاضات الشباب على قيادة الاتحاد الوطني للقوات الشعبية وحزب التحرر والاشتراكية . هذه المشاريع اعتمدت في السياق الأول منطق النيابة وليس التمثيل للشعب ، وفي الثاني منطق الأمة، وفي الثالث منطق القوات الشعبية ، وفي الرابع منطق البلوريتاريا.
وفي نهاية مداخلة الأستاذ إذ ميلود مصطفى، فقد خلص إلى أن سؤال اليوم هو أن لكل جيل من الشباب تعاقداته، مع العمل تكثيف وتوسيع مثل هذه النقاشات في مفهوم المشاركة السياسية تعميقا للتواصل مع الشباب وتحفيزه على الأنشطة سواء فنية أو مسرحية…
بعد مداخلات الأساتذة المؤطرين لهذا اللقاء، فتحت لائحة مكونة من 7 متدخلا ومتدخلة من الحضور نلخصها في الآتي :
1. التأكيد على دور الشباب في كل الحركات التاريخية لذلك فهو يستحق الاهتمام، وخصوصا الشباب القروي الذي أصبح يحظى باهتمام السلطات العمومية.
2. الاتفاق على تحديد مشكل عزوف الشباب مما يستدعي من الأحزاب والمقاولات لأن تقوم بأدوار اتجاه هذه الظاهرة
3. عزوف الشباب عن النخب وليس العمل السياسي على اعتبار أن الشباب حاضر في الحركات الاحتجاجية كحركة المعطلين…
4. هناك انتماءات وتعابير جديدة للشباب وليس العزوف، كالموسيقى وغيرها، لذلك يجب على مؤسسات التنشئة الاجتماعية أن تقوم بأدوار تجاه الشباب
5. عزوف الشباب عن السياسية مقاربة مغلوطة هناك عزوفا عن الأحزاب السياسية
6. فرضية الأستاذ محمد جغلالي تتطلب أبحاثا ودراسات .
7. تنمية المشاركة السياسية للشباب بالحوار والنقاش، وإتاحة الفرص للجميع، وترك النقاشات الإيديولوجية.
وفي آخر هذه الندوة اعتبر الأساتذة المتدخلين أن مداخلات المشاركين والمشاركات من الحضور تندرج في إطار التواصل والحوار، وأن التساؤلات المطروحة تتطلب جلسة أخرى نظرا لتجاوز الوقت المخصص لهذا اللقاء.