آخر المستجداتالتكوين والتأهيل

تدريبات الدرجة الأولى ماي 2025 لأطر المخيمات الصيفية

التكوين، رهان جودة العمل التربوي

محطة بوزنيقة: دورة تكوينية تؤسس لجيل جديد من الأطر التربوية

من 5 إلى 10 ماي 2025، شهد المركز الوطني للتخييم ببوزنيقة لحظة تربوية فارقة، احتضنتها جمعية الشعلة للتربية والثقافة، في شكل دورة تكوينية لفائدة أطر المخيمات من الدرجة الثانية، تحت شعار: “التكوين، رهان جودة العمل التربوي”. ستة أيام من النشاط المكثف، والورشات المتنوعة، والتفاعل الخلاق، صنعت حدثًا استثنائيًا يؤكد مرة أخرى على مركزية التكوين في المشروع التربوي للجمعية.

الحدث لم يكن عابرًا، بل جاء متزامنًا مع الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس الجمعية، ليحمل معه بعدًا احتفاليًا وتاريخيًا، استحضر المسار الطويل والمتميز لجمعية تركت بصماتها العميقة في المشهد التربوي والثقافي الوطني، وباتت عنوانًا للتجديد والالتزام بقضايا الطفولة والشباب.

كلمة افتتاحية تُجدد الالتزام

افتُتحت الدورة بكلمة مؤثرة لرئيس الجمعية، الأستاذ سعيد العزوزي، أكد فيها على الأهمية الاستراتيجية التي تضعها الجمعية في قلب رؤيتها للتكوين، باعتباره ركيزة أساسية لتأهيل العنصر البشري، ورافعة حقيقية لتجويد الممارسة داخل فضاءات التخييم. واعتبر أن شعار الدورة يعكس الطموح الجماعي نحو ترسيخ ممارسات تربوية قائمة على المهنية والإبداع.

إشراف محكم وتأطير بخبرة

قاد الأستاذ حسن صابوري، مدير التدريب، هذه الدورة باقتدار وحنكة، مدعومًا بطاقم تربوي متمرس يضم أسماء لامعة في عالم التنشيط والتكوين، ما منح الدورة طابعًا مهنيًا رفيع المستوى. وتميز التنظيم بدقته وصرامته، ما خلق بيئة مثالية للتعلم والانخراط الإيجابي.

ورشات تفتح آفاقًا جديدة

عرفت الدورة تنظيم مجموعة من الورشات التفاعلية التي لقيت استحسانًا كبيرًا من المشاركين، وأبرزها:

  • ورشة التعبير الجسدي: بإشراف الأخ عثمان مسليك، حيث تم استكشاف تقنيات جديدة في التواصل الحسي والبصري، بما يعزز من قدرات المنشط في التفاعل مع الأطفال.

  • ورشة المسرح: أطرها الأخ إدريس كسرى، وقد تحولت إلى مختبر حي لاكتشاف الذات وتطوير أدوات اشتغال تربوية من خلال المسرح.

  • ورشة الحقوق: قادها الأخ معاد مرغاط، وغاصت في موضوع حقوق الطفل من زوايا تطبيقية، مع التركيز على كيفية إدماجها في البرامج اليومية للمخيم.

  • ورشة الموسيقى: أدارها الأخ حكيم، وكانت فرصة للمشاركين للتفاعل مع الإيقاع واكتشاف أدوات تنشيطية موسيقية محفزة.

مضمون معرفي عميق ومتنوع

لم تقتصر الدورة على الورشات التطبيقية فقط، بل تميزت أيضًا بمحاضرات وعروض مركزة تناولت مواضيع جوهرية مثل مفهوم المخيم، خصائص النمو لدى الطفل، تقنيات التنشيط، وأدوار المنشط في بناء مناخ آمن ومشجع على التعلم والتعبير داخل الفضاء التربوي.

من التكوين النظري إلى التجريب الميداني

في سابقة تربوية محمودة، شملت الدورة خرجة ميدانية إلى مدينة الرباط، كانت بمثابة تمرين تطبيقي على المفاهيم التي تم تداولها نظريًا. كما عرفت الدورة تنظيم سهرات تربوية ومسامرات فنية، منحت المشاركين هامشًا واسعًا للتعبير عن الذات، وتبادل الثقافات، وبناء جسور إنسانية عميقة بينهم.

ختام احتفالي ومفعم بالاعتزاز

اختتمت الدورة بحفل توزيع الشواهد، في أجواء مفعمة بالفخر والاعتزاز، حيث أشاد المؤطرون بالمستوى العالي للمشاركين، سواء على مستوى الحضور الذهني أو الانخراط الفعلي في مختلف المحطات التكوينية. وقد أجمع الجميع على أن الدورة شكلت لحظة انطلاقة جديدة نحو ممارسة تربوية أكثر وعيًا، إبداعًا، وتأثيرًا في المحيط الاجتماعي.

تجربة إنسانية وتربوية بامتياز

لم تكن الدورة مجرد محطة للتعلم، بل تجربة إنسانية أغنت المشاركين، وعمّقت قناعتهم بأهمية التكوين كرافعة حقيقية لإنتاج أطر قادرة على التأثير والتغيير الإيجابي. وجددت جمعية الشعلة، من خلال هذه الدورة، التزامها الراسخ ببناء مجتمع تربوي نشيط، متجدد، ومتشبث بقيم المواطنة والإبداع والتضامن.

بوزنيقة – ماي 2025

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى