الدورة التكوينية الثانية من برنامج “حوار”: محطة نوعية لتعزيز قدرات الشباب في التخطيط الاستراتيجي

من الرؤية إلى التخطيط”: برنامج “حوار” يواصل تمكين أطر الجمعية من أدوات التطوير

في إطار التزامها الراسخ بتقوية قدرات الشباب الجمعوي وتمكينهم من أدوات العمل التنموي، نظمت جمعية الشعلة للتربية والثقافة الدورة التكوينية الثانية من برنامج “حوار“ يومي 21 و22 يونيو 2025، بمركز اللقاءات الوطنية بالعاصمة الرباط.

وقد شكّلت هذه الدورة استكمالاً للمسار التكويني الذي انطلق في الدورة الأولى، حيث انتقل المشاركون من بناء الرؤية والرسالة والقيم المؤسسة إلى ترجمتها إلى خطط عمل استراتيجية دقيقة وقابلة للتنفيذ.

تعزيز المهارات من الرؤية إلى التخطيط

انطلقت أشغال اليوم الأول بجلسة تفاعلية بين المشاركين لتقاسم مكتسبات الدورة الأولى، ثم انتقل المؤطرون إلى صياغة الأهداف الاستراتيجية باستخدام منهجية SMART، التي تضمن أهدافًا واضحة، قابلة للقياس، وواقعية.

كما تم الاشتغال بشكل جماعي على تحويل هذه الأهداف إلى أنشطة ملموسة، مع تحديد الموارد الضرورية، والجهات الفاعلة، ومؤشرات الأداء الملائمة.

تخطيط عملي وورشات تطبيقية

تميّزت الدورة بورشات تطبيقية مكثفة، تم خلالها إعداد بطاقات تقنية تفصيلية للأنشطة، وجدولة المهام، وتوزيع الأدوار داخل فرق العمل. وقد ساعد هذا الجانب العملي المشاركين على استيعاب أدوات التخطيط بطريقة حيوية، تتجاوز التلقين النظري.

تحليل المخاطر واستدامة المشاريع

خُصص محور كامل لتحليل المخاطر التي قد تواجه المشاريع الجمعوية، مع إعداد مصفوفة لتصنيفها حسب درجة التأثير والاحتمال، واقتراح استراتيجيات التخفيف منها، إلى جانب التفكير في عناصر استدامة المشاريع بعد نهاية الدعم المالي أو المؤسسي.

الميزانية والتقييم والتتبع

تناول المشاركون كذلك إعداد الميزانية التقديرية للمشاريع، وكيفية توزيعها بين مختلف الأنشطة بما يضمن التناسق مع الأهداف. كما تمت مناقشة آليات التتبع والتقييم المرحلي والنهائي، بالاعتماد على مؤشرات كمية ونوعية قابلة للقياس الميداني.

انطباعات المشاركين وكلمة ختامية

اختُتمت الدورة بجلسة تقييم جماعية عبر فيها المشاركون عن رضاهم العميق من جودة التنظيم، وأساليب التأطير، والمضامين المقدمة. وقد أكد العديد منهم أن التكوين ساهم في تعميق فهمهم لمنهجية إعداد المشاريع، ومنحهم أدوات عملية قابلة للتطبيق داخل جمعياتهم.

صرّح يوسف واعزيز، المسؤول الإداري عن المشروع، قائلاً:
“تشكل هذه الدورة محطة محورية في مشروع “حوار”، إذ تمنح الشباب الجمعوي الأدوات الحقيقية لتصميم مشاريع تنموية ناجحة، وقيادتها بكفاءة واستدامة.”

وستواصل جمعية الشعلة من خلال برنامج “حوار” التزامها بتأهيل جيل جديد من الفاعلين الشباب، القادرين على بناء مبادرات مواطِنة تُحدث أثرًا إيجابيًا في المجتمع.